Saturday, 3 March 2018

لابد من نهج مضاد للنظام الايراني

لابد من نهج مضاد للنظام الايراني

بقلم : ثابت صالح

طوال 39، عاما مرت على تأسيس نظام الجمهورية الايرانية، بأنه نظام منطو على نفسه و لايفهم أو يستوعب اسلوب الحوار و تبادل الافکار کما يجب، لأنه وببساطة يرفض رفضا قاطعا وجود أي آخر، فهو ولکونه يعتبر نفسه مثال الکمال و النظام النموذجي في العالم کله، ولهذا فمن الخطأ السعي للتعامل مع هکذا نظام عبر الطرق الحضارية و الانسانية المعاصرة لأنه من غير الممکن إطلاقا أن يفهمها
من خلال الاحداث و التطورات التي جرت طوال قرابة أربعة عقود، أثبت هذا النظام بأنه لايعرف أية صيغة للتعامل و التعاطي مع الشعب الايراني غير اسلوب الحديد و النار، ويکفي أن نشير الى أنه قد قام بإعدام 120 معارضا له منظمة مجاهدي خلق کان من ضمنهم ال 30 ألف سجين سياسي الذين أعدمهم في أقل من ثلاثة أشهر، کما إن تصعيده للقمع و الاعدامات حتى صار هذا النظام يحرز مراکز متقدمة جدا بهذا الخصوص، والذي ساعد و يساعد هذا النظام على البقاء و الاستمرار و تهديد السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و الاعدام، هو سياسة اللين و التساهل التي إتبعها المجتمع الدولي طوال العقود الاربعة المنصرمة، وقد أثبتت عقمها و فشلها الکامل، ولذلك لم يکن من قبيل الصدفة الدعوات المستمرة من جانب السيدة مريم رجوي ، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، لإنتهاج سياسة تتسم بالحزم و الصرامة في التعامل مع هذا النظام، ذلك إن من جعل من إستخدام القوة و القمع المفرط نهجا و وسيلة له في التعامل مع الآخرين لايمکن أن يفهم أو يستوعب غير هذه اللغة، وقد أثبتت الاحداث و التطورات الجارية طوال الاعوام السابقة على هذه الحقيقة.
هذا النظام الذي يواجه اليوم تلالا من المشاکل و الازمات المستعصية و يواجه رفضا و کراهية متصاعدة ليس من جانب الشعب الايراني فقط وانما من جانب شعوب المنطقة بشکل خاص و شعوب العالم خصوصا بعد أن صار معروفا للعالم کله بأنه مصدر الشر و البلاء وإختلاق المشاکل و الازمات للآخرين والملفت للنظر إن الشعب الايراني قد عبر عن رفضه الکامل و القطعي للنظام من خلال إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، والتي جسد فيها أيضا الموقف الانساني و الاسلامي السليم بسعيه من أجل التعايش السلمي مع الشعوب العربية و الاسلامية و عدم قبوله بالتدخل في شؤونها الداخلية، والمطلوب من المجتمع الدولي و بعد أن لمس هکذا موقف من الشعب الايراني، أن يعمل مابوسعه من أجل إتباع نهج صحيح و مناسب و مضاد لنهجه الذي يتعامل به مع العالم.

No comments:

Post a Comment