Thursday, 1 March 2018

حکاية الضفدعة و البقرة

حکاية الضفدعة و البقرة


بقلم:سهى مازن القيسي

هناك حکاية فلکلورية تتحدث عن ضفدعة تريد أن تصبح بحجم البقرة، فتنفخ نفسها دونما توقف حتى تنفجر و تدفع حياتها ثمنا لوهم سعت أن تجعل منه حقيقة، وهذه الحکاية صارت تضرب کمثل لکل من يسعى لأمر و قضية أکبر منه و من حجمه و قدراته، وهذا تحديدا مايمکن سحبه على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يسعى لمناطحة الدول الکبرى و إعتبار نفه في مصافها.
التدخلات السافرة و الغريبة من نوعها لهذا النظام في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة و السعي من خلال ذلك السيطرة عليها و جعلها في خدمة مشروعها التوسعي من أجل إتمام مشروع الخميني في بناء إمبراطورية دينية تؤسس للأفکار و القيم الطائفية، ليست بتلك العملية السهلة و الممکنة خصوصا وإن ذلك يتطلب الکثير من الجهد و الامکانيات السياسية و الاقتصادية و القدرة على المناورة، وإن البلدان الاستعمارية وبعد أن ذاقت طعم مقاومة الشعوب لسيطرتها المباشرة إضطرت لمغادرة تلك البلدان لکن النظام الايراني الذي يحاول من خلال الاحزاب و التنظيمات التابعة له إحکام و شرعنة نفوذه و سيطرته على هذه البلدان، ولکن هذا لايعني بقدرته في الاستمرار طويلا مع هذه الاحزاب و الميليشيات لأنها لاتمثل شعوب المنطقة بل وإنها صارت مؤخرا مکروهة و صارت الدعوات تتکرر من أجل حلها و فك إرتباطها بإيران.
تورط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في سوريا و اليمن و العراق و لبنان، والذي کلفها الکثير الکثير الى الحد الذي شهدنا فيه رفضا شعبيا إيرانيا کبيرا لذلك في الانتفاضة الايرانية العارمة الاخيرة و التي طالبت بإنهاء تلك التدخلات ولم يعد سرا أن الشعب الايراني يقف الى جانب الشعب السوري و يرفض الدعم المشبوه المقدم من جانب النظام لنظام الديکتاتور السوري، ومن المفيد جدا هنا ذکر المواقف المبدأية للمقاومة الايرانية من التدخلات هذه و التي کان لها الدور المشهود في فضحها و کشفها على حقيقتها و المخططات التي سعى و يسعى النظام الى تنفيذها في المنطقة، بل وإن موقف الانتفاضة الايرانية الاخيرة کانت في الحقيقة إنعکاسا في الاساس لهذه المواقف المبدأية التي طالما أکدت على إنه ليس من مصلحة إيران و شعبها و شعوب المنطقة القيام بهذه التدخلات، خصوصا وإنها تکلف الشعب الايراني فوق طاقته، مع التأکيد أيضا على تأثيرها السلبي على النظام أيضا، إذ جعلته في وضع و موقف لايحسد عليه أبدا.
الدول الاستعمارية عندما کانت تقوم بإستعمار الدول الضعيفة و بسط نفوذها عليه فإنها کانت لها بناها التحتية و إقتصادياتها القوية کما إنها وفرت المعيشة و الاوضاع الجيدة لشعوبها، أما نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فإنه لايملك شيئا من کل ذلك بل إنه تماما مثل تلك الضفدعة التي تنفخ في نفسها ظنا منها بأنها صارت في مستوى و مصاف الدول الکبرى ولاريب من إنها ستنفجر في أية لحظة!

No comments:

Post a Comment