Saturday, 3 March 2018

الفجر الايراني الجديد

الفجر الايراني الجديد

بقلم : سلمى مجيد الخالدي

في خضم تصاعد مد الرفض الشعبي الايراني ضد نظام الجمهورية الايرانية ولاسيما بعد أن إتسعت دائرة حرکة المقاضاة المطالبة بتفح ملف مجزرة عام 1988 و محاکمة قادة و مسٶولي النظام المتورطين فيها، وبعد أن إزداد و تصاعد الغضب الشعبي الايراني حتى تبلور و تجسد في إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، فإن النظام قد عاد مرة أخرى الى تشديد إجراءاته القمعية و تصعيده للإعدامات التي شملت في الآونة الاخيرة و بصورة ملفتة للنظر الاحداث أيضا.
معاداة القيم الانسانية برمتها وفي مقدمتها الحريات بمختلف أنواعها، هي من أهم خصائص نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ذلك إنه نظام قد تم تأسيسه على القمع و الاضطهاد لکونه يعتمد على مبدأ الحديد و النار في تسيير الامور، وإن ماقد حصل لمختلف شرائح و أطياف و مکونات الشعب الايراني على يد هذا النظام لايمکن وصفه و مقارنته بأية فترة أخرى في التأريخ الايراني المعاصر، والذي يساعد قادة النظام على الاستمرار في نهجهم القمعي التعسفي هذا، هو سياسة المماشاة و المسايرة مع هذا النظام الذي لايزال مستمرا على الرغم من إفتضاح عقمه و عدم جدواه و عدم تحقيقه لأية نتيجة.
هذا النظام الذي جابه دائما على مرئى و مسمع من المجتمع الدولي تطلعات الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية بالقسوة و العنف المفرطين، ويکفي أن نشير الى ماقد قام به النظام ضد إنتفاضة عام 2009، والتي سفك فيها الدماء بکل بربرية وأمام العالم کله، وکذلك الى ماقام به ضد إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، عندما ألقى القبض على الالاف من المنتفضين وقتل عددا منهم تحت التعذيب البربري ولايزال مصير الآخرين مجهولا، لايعلم بأن الضغط المتزايد يتولد عنه الانفجار و إن الجولة القادمة التي تنتظڕه هي الجولة التي سيصبح فيها أثرا بعد عين.
لقد آن الاوان کي يقف المجتمع الدولي بوجه الممارسات البربرية لهذا النظام وأن لايسمحوا له بالمزيد من التمادي وان يکرر سيناريوهاته الدموية السابقة بحق الشعب الايراني، وإن المقاومة الايرانية التي حذرت و تحذر من الممارسات الاجرامية لهذا النظام و ضرورة أن يتصدى له المجتمع الدولي بکل جدية و حزم وعدم السماح له بالتمادي و إيقافه عند حده و إفهامه بأن الشعب الايراني و المقاومة الايرانية ليسا لوحدهما وان العالم يقف معهما و يساند نضالهما المشروع من أجل مجئ فجر إيراني جديد يحقق کافة آمال و تطلعات الشعب.

No comments:

Post a Comment