عودة إجبارية للمربع الاول للثورة الايرانية

مني سالم الجبوري
-
النظام الإيراني يعيش على التطرف الديني، بنسخته الشيعية الخاصة أو بنسخة الضد السني.
بقلم: منى سالم الجبوري
لسنا نميل الى القول بأن التطرف الديني شأن مختص بفترة زمنية محددة وانما هو كالارهاب لا وطن ولا زمان معينا له، لكن من الواضح جدا أن هناك فترات ومراحل زمنية محددة تتوفر الظروف والاجواء والمناخ المناسب لبعث هذا الغول والمسخ الكريه المعادي للدين نفسه وللقيم الانسانية جمعاء.
البحث في قضية التطرف الديني وإنبعاثه بشكل مستطير خلال العقدين الاخيرين للألفية المنصرمة وتطوره السرطاني الى ما هو عليه الان، يؤكد بأنه قد إقترن بحدثين مهمين وقعا في عام 1979، حيث كانا وراء ظهوره وصيرورته كظاهرة وهما:
1ـ الثورة الايرانية التي سيطر على مقاليدها وزمام أمورها رجال الدين في نهاية المطاف وصارت مركزا وأساسا لما يسمى'الصحوة الاسلامية'، حيث بدأ تصدير ونشر الفكر الديني المتطرف من قبل مراكز ومؤسسات تم إعدادها خصيصا من أجل ذلك.
2ـ الاحتلال السوفياتي لأفغانستان والذي دفع بالاميركيين لاستغلال الشعور الديني لمواجهة السوفيات من أجل مصالحهم.
ولئن كان العامل الثاني مختصا بإنتشار التطرف الديني وفق المذهب السني، غير ان العامل الاول، كان المحفز الاهم خلف إنتشار التطرف الديني بجانبيه الشيعي والسني على حد سواء، فقد كان النظام الديني الحاكم في إيران بمثابة الحاضن لمختلف التيارات المتطرفة وخصوصا الشيعية منها وكذلك داعما لها مثلما كان له يد في إنشاء تيارات واحزاب دينية متطرف ذات إتجاه سني وعمل على دعمها وإسنادها بمختلف الطرق وهو الامر الذي أثبتته الاحداث والتطورات اللاحقة خصوصا بعد بروز التدخلات الايرانية في بلدان المنطقة وصيرورتها ظاهرة مثيرة للقلق.
تطورات الاوضاع والاحداث، وظهور مستجدات جديدة على سوح الاحداث، دفع بالنظام الديني في طهران الى التركيز على نشر التطرف الديني وإستخدامه كرأس حربة ضد خصومه ليس في المنطقة فقط وانما على مستوى العالم أيضا، ومثلما برز التطرف الديني السني بعد ظهور وبروز منظمة القاعدة، فإن التطرف الديني الشيعي برز أيضا بعد ظهور وبروز حزب الله اللبناني والذي أراد ويريد النظام في إيران استخدامه كأول خط مواجهة له مع أعدائه وخصومه، كما أراد جعله أيضا قبل ذلك حصان طروادة ضد لبنان والدول العربية والاسلامية، كما أن النظام أنشأ أيضا المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وكذلك فيلق بدر أثناء فترة الحرب العراقية ـ الايرانية واللذين صارا الان في العراق كقوتين سياسيتين بارزتين بالاضافة الى أعداد أخرى من الاحزاب والميليشيات التابعة لها فكريا وعقائديا، ناهيك عن أنه كان أيضا وراء تشكيل الحركة الاسلامية في كردستان العراق والتي كانت تابعة له بكل وضوح وساهمت في نشر التطرف الديني وحتى جعلت من مناطق أماكن نفوذ ليس لها وانما للنظام الايراني نفسه.
التطرف الديني الذي صار ظاهرة مخيفة يهدد السلام والامن والاستقرار في المنطقة بصورة خاصة، ليس من الصحيح التصور بأن الشعب الايراني يتقبل هذه الحالة ويستسيغها، ذلك إن مجريات الامور طوال الـ 39، عاما المنصرمة تؤكد على رفض هذه الحالة وعدم القبول بها كأمر واقع، وهذا الامر ينسحب أيضا على المعارضة النشيطة الحقيقية ضد هذا النظام والمتجسدة بشكل خاص في منظمة مجاهدي خلق التي كانت قد رفضت قانون فرض الحجاب في بدايات الثورة من جانب التيار الديني
المتطرف وخرجت أعدادا كبيرة من المنتميات للمنظمة في التظاهرة النسوية الكبيرة التي رفضت ذلك القانون، وليس من باب الصدف أن تندلع إنتفاضة يناير/كانون الثاني 2018، والتي شارك فيها أبناء 142 مدينة إيرانية وكان للمنظمة دورا رئيسيا فيها بإعتراف المرشد الاعلى للنظام، حيث أكدت الانتفاضة رفضها للنظام جملة وتفصيلا وطالبت بإسقاطه رافضة الصبغة الدينية للنظام ومطالبة بنظام سياسي منفتح يكفل الحقوق والحريات، وذلك ما يعني إعادة الثورة الايرانية الى مربعها الاول والانطلاق مجددا من هناك أي بإختصار ما يمكن أن نصفه بالسعي لتصحيح مسار الثورة الايرانية وإعادتها الى الطريق الذي كان يجب أن تسير فيه!
مني سالم الجبوري
-
النظام الإيراني يعيش على التطرف الديني، بنسخته الشيعية الخاصة أو بنسخة الضد السني.
بقلم: منى سالم الجبوري
لسنا نميل الى القول بأن التطرف الديني شأن مختص بفترة زمنية محددة وانما هو كالارهاب لا وطن ولا زمان معينا له، لكن من الواضح جدا أن هناك فترات ومراحل زمنية محددة تتوفر الظروف والاجواء والمناخ المناسب لبعث هذا الغول والمسخ الكريه المعادي للدين نفسه وللقيم الانسانية جمعاء.
البحث في قضية التطرف الديني وإنبعاثه بشكل مستطير خلال العقدين الاخيرين للألفية المنصرمة وتطوره السرطاني الى ما هو عليه الان، يؤكد بأنه قد إقترن بحدثين مهمين وقعا في عام 1979، حيث كانا وراء ظهوره وصيرورته كظاهرة وهما:
1ـ الثورة الايرانية التي سيطر على مقاليدها وزمام أمورها رجال الدين في نهاية المطاف وصارت مركزا وأساسا لما يسمى'الصحوة الاسلامية'، حيث بدأ تصدير ونشر الفكر الديني المتطرف من قبل مراكز ومؤسسات تم إعدادها خصيصا من أجل ذلك.
2ـ الاحتلال السوفياتي لأفغانستان والذي دفع بالاميركيين لاستغلال الشعور الديني لمواجهة السوفيات من أجل مصالحهم.
ولئن كان العامل الثاني مختصا بإنتشار التطرف الديني وفق المذهب السني، غير ان العامل الاول، كان المحفز الاهم خلف إنتشار التطرف الديني بجانبيه الشيعي والسني على حد سواء، فقد كان النظام الديني الحاكم في إيران بمثابة الحاضن لمختلف التيارات المتطرفة وخصوصا الشيعية منها وكذلك داعما لها مثلما كان له يد في إنشاء تيارات واحزاب دينية متطرف ذات إتجاه سني وعمل على دعمها وإسنادها بمختلف الطرق وهو الامر الذي أثبتته الاحداث والتطورات اللاحقة خصوصا بعد بروز التدخلات الايرانية في بلدان المنطقة وصيرورتها ظاهرة مثيرة للقلق.
تطورات الاوضاع والاحداث، وظهور مستجدات جديدة على سوح الاحداث، دفع بالنظام الديني في طهران الى التركيز على نشر التطرف الديني وإستخدامه كرأس حربة ضد خصومه ليس في المنطقة فقط وانما على مستوى العالم أيضا، ومثلما برز التطرف الديني السني بعد ظهور وبروز منظمة القاعدة، فإن التطرف الديني الشيعي برز أيضا بعد ظهور وبروز حزب الله اللبناني والذي أراد ويريد النظام في إيران استخدامه كأول خط مواجهة له مع أعدائه وخصومه، كما أراد جعله أيضا قبل ذلك حصان طروادة ضد لبنان والدول العربية والاسلامية، كما أن النظام أنشأ أيضا المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وكذلك فيلق بدر أثناء فترة الحرب العراقية ـ الايرانية واللذين صارا الان في العراق كقوتين سياسيتين بارزتين بالاضافة الى أعداد أخرى من الاحزاب والميليشيات التابعة لها فكريا وعقائديا، ناهيك عن أنه كان أيضا وراء تشكيل الحركة الاسلامية في كردستان العراق والتي كانت تابعة له بكل وضوح وساهمت في نشر التطرف الديني وحتى جعلت من مناطق أماكن نفوذ ليس لها وانما للنظام الايراني نفسه.
التطرف الديني الذي صار ظاهرة مخيفة يهدد السلام والامن والاستقرار في المنطقة بصورة خاصة، ليس من الصحيح التصور بأن الشعب الايراني يتقبل هذه الحالة ويستسيغها، ذلك إن مجريات الامور طوال الـ 39، عاما المنصرمة تؤكد على رفض هذه الحالة وعدم القبول بها كأمر واقع، وهذا الامر ينسحب أيضا على المعارضة النشيطة الحقيقية ضد هذا النظام والمتجسدة بشكل خاص في منظمة مجاهدي خلق التي كانت قد رفضت قانون فرض الحجاب في بدايات الثورة من جانب التيار الديني
No comments:
Post a Comment