Sunday, 4 February 2018

الدماء التي ستصنع فجرا جديدا


الدماء التي ستصنع فجرا جديدا

بقلم:غيداء العالم
لايمر يوم على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إلا و يجد نفسه أمام تحرکات و نشاطات إحتجاجية متزايدة بصورة ملفتة للنظر، وليس هناك مايدعو للتساٶل و الاستغراب بشأن ذلك، حيث إن کل الظروف و العوامل متوفرة متوفرة و مهيأة بصورة کاملة لمختلف شرائح الشعب الايراني کي يعلن عن إحتجاجاته و غضبه و سخطه على النظام القمعي خصوصا بعد إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، التي کانت أشبه بزلزال هز النظام بعنف بالغ.
هذا النظام الذي يقوم بصرف المليارات من أموال الشعب الايراني على تعزيز ترسانته العسکرية و تقوية جهاز الحرس الثوري الارهابي و کذلك أجهزته الامنية و الاستخبارية الى جانب صرفه مبالغ أخرى طائلة على الاحزاب و المنظمات العميلة التابعة له في سوريا و لبنان و اليمن و العراق، من الطبيعي جدا أن لايبقى لديه ما يفي و يسد به إحتياجات الشعب الايراني کما إنه من المنتظر و المتوقع جدا في ظل هکذا حالة أن تزداد أوضاع الشعب الايراني وخامة و سوءا عاما بعد عام، وليس من سبيل أمام الشعب الايراني سوى الاعلان عن تحرکاته و نشاطاته الاحتجاجية التي لازالت مستمرة على قدم وساق بعد الانتفاضة.
المعروف و الشائع عن النظام الايراني هو إستخدامه الکذب و التمويه و الخداع بشأن الاوضاع القائمة، فعندما يتحدث عن الاوضاع السيئة فإنه يعمد الى التقليل و التهوين من ذلك و تجاهل الکثير من الامور الهامة، ومن هنا، فعندما يزور وفد مکون من 11 عضوا من البرلمان الايراني سجن ' إيفين' في طهران، للتحقق من تفاصيل تعذيب ومقتل متظاهرين اعتقلوا خلال الانتفاضة الاخيرة ويقول اللهيار ملكشاهى، رئيس اللجنة القضائية والقانونية في البرلمان الإيراني لوكالة أنباء 'خانه ملت' التابعة للبرلمان، إنه من خلال الزيارة التي تمت الثلاثاء الماضي، إلى سجن 'إيفين' تبين أن هناك 4 معتقلين مازالوا قيد الاحتجاز، بينما تم الإفراج عن باقي المعتقلين جميعا'! هذا الکلام الذي دحضته منظمات حقوقية و نشطاء إيرانيون و شککوا بتلك الارقام إذ أكدت إحصائيات حقوقية أن عدد المعتقلين الذين ماتوا في السجون تجاوز الـ10أشخاص، وإن هؤلاء الذين قتلهم النظام و موه على عملية قتلهم سيعلم آجلا أم آجلا کيف إن دمائهم ستصنع فجرا جديدا لإيران.
هذا النظام الذي يهدر أموال الشعب الايراني على سياساته و نهجه القمعي المشبوه، ويصر على مواصلة هذا النهج و التمسك به ولاسيما في معاداة قيم الحرية و حقوق الانسان و الوقوف بوجه القوى الثورية الوطنية الانسانية نظير منظمة مجاهدي خلق و ملاحقتها و السعي لإلحاق الاضرار بها حتى خارج إيران، لم يعد هناك من شك بأن إيران برمتها تغلي بتحرکات رفض النظام و الاحتجاجات ضده، وهي حقيقة بات النظام و أجهزته القمعية يدرکها جيدا و يسعى بطرق مختلفة من أجل العمل للوقوف ضدها و إيجاد السبل الکفيلة بإمتصاصها و الالتفاف عليها کما فعل مع إنتفاضة عام 2009، لکن المشکلة التي يتجاهلها النظام هي إن عام 2018 هو غير عام 2009، وإن کل الامور قد تغيرت و لم تعد الاوضاع تخدمه کما کان الحال في 2009، بل وإن کل الظروف و الاوضاع مهيأة لکي تتطور هذا الاحتجاجات الشعبية أکثر فأکثر لتضع نهاية للنظام.

No comments:

Post a Comment