الدماء التي ستصنع فجرا جديدا

بقلم:غيداء العالم
لايمر يوم على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إلا و يجد نفسه أمام تحرکات و نشاطات إحتجاجية متزايدة بصورة ملفتة للنظر، وليس هناك مايدعو للتساٶل و الاستغراب بشأن ذلك، حيث إن کل الظروف و العوامل متوفرة متوفرة و مهيأة بصورة کاملة لمختلف شرائح الشعب الايراني کي يعلن عن إحتجاجاته و غضبه و سخطه على النظام القمعي خصوصا بعد إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، التي کانت أشبه بزلزال هز النظام بعنف بالغ.
هذا النظام الذي يقوم بصرف المليارات من أموال الشعب الايراني على تعزيز ترسانته العسکرية و تقوية جهاز الحرس الثوري الارهابي و کذلك أجهزته الامنية و الاستخبارية الى جانب صرفه مبالغ أخرى طائلة على الاحزاب و المنظمات العميلة التابعة له في سوريا و لبنان و اليمن و العراق، من الطبيعي جدا أن لايبقى لديه ما يفي و يسد به إحتياجات الشعب الايراني کما إنه من المنتظر و المتوقع جدا في ظل هکذا حالة أن تزداد أوضاع الشعب الايراني وخامة و سوءا عاما بعد عام، وليس من سبيل أمام الشعب الايراني سوى الاعلان عن تحرکاته و نشاطاته الاحتجاجية التي لازالت مستمرة على قدم وساق بعد الانتفاضة.
المعروف و الشائع عن النظام الايراني هو إستخدامه الکذب و التمويه و الخداع بشأن الاوضاع القائمة، فعندما يتحدث عن الاوضاع السيئة فإنه يعمد الى التقليل و التهوين من ذلك و تجاهل الکثير من الامور الهامة، ومن هنا، فعندما يزور وفد مکون من 11 عضوا من البرلمان الايراني سجن ' إيفين' في طهران، للتحقق من تفاصيل تعذيب ومقتل متظاهرين اعتقلوا خلال الانتفاضة الاخيرة ويقول اللهيار ملكشاهى، رئيس اللجنة القضائية والقانونية في البرلمان الإيراني لوكالة أنباء 'خانه ملت' التابعة للبرلمان، إنه من خلال الزيارة التي تمت الثلاثاء الماضي، إلى سجن 'إيفين' تبين أن هناك 4 معتقلين مازالوا قيد الاحتجاز، بينما تم الإفراج عن باقي المعتقلين جميعا'! هذا الکلام الذي دحضته منظمات حقوقية و نشطاء إيرانيون و شککوا بتلك الارقام إذ أكدت إحصائيات حقوقية أن عدد المعتقلين الذين ماتوا في السجون تجاوز الـ10أشخاص، وإن هؤلاء الذين قتلهم النظام و موه على عملية قتلهم سيعلم آجلا أم آجلا کيف إن دمائهم ستصنع فجرا جديدا لإيران.
No comments:
Post a Comment