Wednesday, 14 February 2018

الجميع خاسرون

الجميع خاسرون



أنظروا أين اخذتنا أكذوبة 'الصحوة الاسلامية' التي ابتدعها النظام الإيراني.

بقلم: منى سالم الجبوري

ليس هناك من أي خلاف بشأن إن التهديد والخطر الاكبر الذي يحدق بالمنطقة والعالم حاليا هو التطرف الديني الذي يسعى لتذكية وبعث الاحقاد الدينية والطائفية ودفع شعوب المنطقة والعالم بإتجاه آتون مواجهة دموية ضروس ليس فيها لا غالب ولا مغلوب وانما الجميع خاسرون.
التطرف الديني الذي بدأ يظهر على الساحة بعد ظهور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والذي طفق في حملته المشبوهة من أجل جعل التطرف الديني أمرا واقعا على صعيد ساحة المنطقة من خلال مساعيه المشبوهة التي ضمنها في مزاعم 'الصحوة الاسلامية'، التي بدأت أبواق النظام في إيران والمنطقة تطبل وتزمر لها والتي لم تكن في الحقيقة والواقع إلا بعثا للاحقاد والكراهية والاختلاف والمواجهة بين مكونات شعوب المنطقة، وإن إلقاء نظرة على واقع المنطقة قبل تأسيس هذا النظام يثبت بأن تلك الظاهرة السلبية لم تكن حاضرة ولم يكن لها أي دور وتأثير محوري كما هو حالها الان.
أكذوبة 'الصحوة الاسلامية' والتي زايد بها هذا النظام وجعلها بمثابة قميص عثمان من أجل التغطية على نواياه المشبوهة والخبيثة، لم تكن في الحقيقة سوى مقدمة لدفع دول المنطقة بإتجاه معترك دموي لصراع عبثي لا فائدة ترجى من ورائه سوى القتل والدمار وإشاعة الرعب والفتنة وعدم الاستقرار، وقد كانت منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة سباقة لتحذير شعوب ودول المنطقة من المساعي المشبوهة للنظام الايراني من خلال ستار 'الصحوة الاسلامية'، حيث دعت شعوب ودول المنطقة لأخذ الحيطة والحذر من كل ما يبدر عن هذا النظام وضرورة التصدي له وعدم السماح بأن يتمادى أكثر من ذلك، والاهم من ذلك إن الاسلام لم يكن في غفوة أو قيلولة لكي يأتي هذا النظام ويصحيه ويجعل من نفسه صاحب فضل 'مزعوم' على الامة الاسلامية كلها!
اليوم وبعد مرور أكثر من 38 عاما على تأسيس هذا النظام المثير للمشاكل والجدل، نجد وللأسف البالغ بأنه وبفعل التجاهل والاهمال من جانب شعوب ودول المنطقة، فإن التطرف الديني قد صار بالفعل خطرا يهدد أمن وإستقرار المنطقة والعالم وهو ما يتطلب جهدا إستثنائيا جماعيا من قبل دول المنطقة كافة من أجل مواجهة هذا الخطر الداهم وإيقافه عند حده، وإن إقامة جبهة فعالة ضد التطرف الديني والارهاب في المنطقة قد صار ضرورة قصوى من أجل لجم هذه الظاهرة السلبية المعادية للإنسانية وعدم السماح لها بالمزيد من التوسع والانتشار على حساب أمن وإستقرار الشعوب.
من الضروري جدا أن تتظافر كافة الجهود المتاحة في المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام من أجل مواجهة التطرف الديني وعدم فسح المجال له كي يصادر حريات وثقافات وتراث وحضارة الشعوب تحت ستار فكر متزمت إنعزالي يشوه الجوهر الناصع للإسلام ويستغله كوسيلة من أجل تحقيق غاياته.

No comments:

Post a Comment