ماذا وراء موافقة طهران للتفاوض على صواريخها؟

منى سالم الجبوري
الروس ليسوا على إستعداد للذهاب الى مسافة أبعد من تلك التي تحددها مصالحهم
بقلم: منى سالم الجبوري
لا يبدو إن التصريحات والمواقف 'العنترية' لقادة ومسؤولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بشأن رفضهم القاطع لإخضاع برامج صواريخهم الباليستية للمفاوضات مع البلدان الغربية ستستمر كما إن إستهزائهم وسخريتهم من مطالب الرئيس الاميركي بهذا الصدد ستشهد هي الاخرى تغييرا نوعيا، بعد أن أعلنت مصادر غربية بأن إيران وافقت على مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول برنامجها للصواريخ الباليستية المثير للجدل وسياساتها التخريبية في إطار سعيها للتوسع الإقليمي في الشرق الأوسط.
هذه الموافقة تأتي بعد جملة أحداث وتطورات شهدتها إيران والمنطقة والعالم ولم يعد بوسع طهران أن تستمر في مواقفها المتعنتة خصوصا بعد أن صار موقفها داخليا وإقليميا ودوليا يميل ليس الى التضعضع فقط وانما الى نوع من الهزالة أيضا. بل ويمكن القول بأن أوضاعها في عام 2015 الذي إضطرها للتوقيع على الاتفاق النووي وتجرع المرشد الاعلى للسم النووي كما وصفته المعارضة الايرانية، لم تكن بالغة السوء كما هو حالها الان في مطلع العام 2018، ولا ريب من إن بوسع البلدان الاوربية المفاوضة أن تخرج بنتائج أفضل بكثير من تلك التي خرجت بها في المفاوضات التي أفضت الى الاتفاق النووي.
بداية لا بد من التأكيد على إن العامل الاقوى والاكثر تأثيرا على النظام الايراني في دفعه لإتخاذ مواقف تجاه القضايا الحساسة والحيوية له، هو العامل الداخلي، أي الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية في داخل إيران، ولسنا نضيف جديدا عندما نعيد الى الاذهان بأن جلوس محمد جواد ظريف على طاولة المفاوضات وتوقيعه للاتفاق النووي في تموز عام 2015، كان بسبب من الاوضاع الداخلية التي كانت توشك على الانفجار بوجه النظام، وعندما نتحدث عن الاوضاع الداخلية في إيران حاليا وهي تعيش غمار وتداعيات إنتفاضة أرعبت النظام وإضطرت المرشد الاعلى أن يكون رهين صمت مريب لمدة 13 يوما، حيث كان الشعب المنتفض في 130 مدينة يهتف بالموت للديكتاتور أي خامنئي وقاموا بتمزيق وإحراق صوره بل والهجوم على الحوزات الدينية ومقرات أئمة الجمعة في العديد من المدن، والانكى من ذلك أنه وباعتراف المرشد الاعلى ذاته فإن الانتفاضة هي من صنع منظمة مجاهدي خلق التي يعتبرها النظام أكبر عدو له، ولذلك فإن موقف طهران أزاء المطالب الغربية بالتفاوض بشأن الصواريخ الباليستية لها في ظل ذلك هو أضعف بكثير من موقفه في عام 2015.
منى سالم الجبوري
الروس ليسوا على إستعداد للذهاب الى مسافة أبعد من تلك التي تحددها مصالحهم
بقلم: منى سالم الجبوري
لا يبدو إن التصريحات والمواقف 'العنترية' لقادة ومسؤولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بشأن رفضهم القاطع لإخضاع برامج صواريخهم الباليستية للمفاوضات مع البلدان الغربية ستستمر كما إن إستهزائهم وسخريتهم من مطالب الرئيس الاميركي بهذا الصدد ستشهد هي الاخرى تغييرا نوعيا، بعد أن أعلنت مصادر غربية بأن إيران وافقت على مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول برنامجها للصواريخ الباليستية المثير للجدل وسياساتها التخريبية في إطار سعيها للتوسع الإقليمي في الشرق الأوسط.
هذه الموافقة تأتي بعد جملة أحداث وتطورات شهدتها إيران والمنطقة والعالم ولم يعد بوسع طهران أن تستمر في مواقفها المتعنتة خصوصا بعد أن صار موقفها داخليا وإقليميا ودوليا يميل ليس الى التضعضع فقط وانما الى نوع من الهزالة أيضا. بل ويمكن القول بأن أوضاعها في عام 2015 الذي إضطرها للتوقيع على الاتفاق النووي وتجرع المرشد الاعلى للسم النووي كما وصفته المعارضة الايرانية، لم تكن بالغة السوء كما هو حالها الان في مطلع العام 2018، ولا ريب من إن بوسع البلدان الاوربية المفاوضة أن تخرج بنتائج أفضل بكثير من تلك التي خرجت بها في المفاوضات التي أفضت الى الاتفاق النووي.
النقطة الاخرى التي لا بد من إثارتها إن تعويل طهران على الموقف الروسي الداعم لها لأهداف وغايات تتعلق بمصالح روسيا، قد أظهر لها بأن الروس ليسوا على إستعداد للذهاب الى مسافة أبعد من تلك التي تحددها مصالحهم، وهم عندما رأوا البلدان الاوروبية تنقاد للموقف الاميركي وتضغط على طهران لكي تتفاوض الاخيرة بشأن برامج صواريخها الباليستية وكذلك التدخلات المريبة في المنطقة، فإنهم نأوا بنفسهم عن طهران بما يجعلها أن تفهم أن موسكو ليست تمضي معهم الى آخر الخط، علما بأن موسكو تعلم جيدا بأن التدخلات الايرانية في المنطقة كانت واحدة من الامور التي تطالب الانتفاضة الايرانية بإنهائها.2
اهم ألاخبار
أوروبا ستعزز عقوبات على النظام الإيراني خشية إلغاء الاتفاق النووي
الجبير: إيران تمد الحوثيين بالأسلحة لـلاعتداء على السعودية
إحراق صورة كبيرة لخامنئي واحتجاجات من نهبت أموالهم وعتالين كادحين
أخبار ذات صلة
المعارضة الإيرانية تطالب بوقف إعدام المتظاهرين
إيران.. مقتل محتجين ايرانيين تحت التعذيب
إحراق صورة كبيرة لخامنئي واحتجاجات من نهبت أموالهم وعتالين كادحين
بقلم: نجاح الزهراوي
هناك الکثير من المشاوير في حياة الانسان، ولکن أهم مشوار لديه هو المشوار الاخير الذي سيحدد مصيره، ونفس الامر ينسحب على الانظمة السياسية ذات التوجهات القمعية الاستبدادية، إذ أن المشوار الاخير لأنظمة نظير نظام هيلاسيلاسي في أثيوبيا و نظام الشاه و نظام بينوشيە في تشيلي حيث شهد العالم کله آخر مساوير هذه الانظمة و سقوطها أمام شعوبها.
منذ يوم 28 ديسمبر المنصرم، دخل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في بداية مشوار فريد من نوعه، ليس من الغريب أبدا أن نصفه بالمشوار الاخير له، خصوصا وإن الشعب الايراني بدأ يهتف خلال هذه الانتفاضة بالسقوط للنظام أي الشعار الرئيسي ل منظمة مجاهدي خلق و الذي ترفعه منذ زمن طويل و تراه الخيار الوحيد المتاح لإصلاح عموم الاوضاع في إيران، والذي لفت النظر إن الانتفاضة لم تبدأ هذه المرة من طهران لتنتقل منها الى المدن الاخرى بل إنها بدأت من المدن الاخرى کمشهد و کرمانشاه و غيرها لتنتقل فيما بعد الى العاصمة طهران وهو الامر الذي لم يحدث مع هذا النظام من قبل ولاسيما وإن الانتفاضة إندلعت في 130 مدينة.
إلتزام المرشد الاعلى للنظام الصمت لفترة 13 يوما، بعد أن کان ولايزال المستهدف الاساسي من جانب هذه الانتفاضة، هو بحد ذاته دليل دامغ على إن الانتفاضة هذه المرة تختلف عن سائر الحرکات الاحتجاجية التي جرت مع هذا النظام طوال 38 عاما المنصرمة، بل وإن معظم المراقبين و المحللين السياسيين يرون في هذه الانتفاضة تطورا نوعيا في نضال الشعب الايراني ضد هذا النظام ويرون بأنها ستستمر حتى تحقيق أهدافها النهائية وفي مقدمتها إسقاط النظام.
السمة الاساسية التي تميز هذه الانتفاضة و تدفع للإعتقاد من إنها المشوار الاخير للنظام الايراني، هي بروز دور منظمة مجاهدي خلق فيها خصوصا وإن الشعار الاساسي الذي ردده المنتفضون في سائر أرجاء إيران، هو الشعار المرکزي للمنظمة الى جانب إن الشبکات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق صارت تنشط بشکل إستثنائي في داخل إيران وقد إعترف النظام بذلك بکل وضوح، بعد أن ظل لأعوام طويلة ينکر و يرفض بقوة وجود أي دور أو تأثير للمنظمة، وهذا مايعطي للإنتفاضة طابعا مميزا تجعل منها المنعطف الذي لايمکن للنظام الايراني أن يتجاوزه بسلام خصوصا وإن الانتفاضة لازالت في بداياتها وإن الذي سيأتي لاحقا سيکون أمر و أدهى، ولذلك فإن إتخاذ إجراءات و إحترازات أمنية إستثنائية من جانب الاجهزة الامنية و رفع درجة جهوزيتها تؤکد بأن مايجري هو المشوار الاخير للنظام.
No comments:
Post a Comment